في عملها The Aesthetics of Silence، تعود سوزان سونتاغ إلى بعض التناقضات الخصبة للنظرية الفنية. العمل الفني بالنسبة لها يستوحي قوته الكبرى في الفترة المعاصرة في ما تسميه الصمت. وهي تجعل الصمت بمعنى أوسع متماثلا مع فكرة الإخْتِصَار ، الانسحاب، المحو وأيضا عدم الفهم والفراغ، وهو يتناسب خصوصا مع ايماءة حجب الأشياء ) والأعمال( عن الأنظار. بالنسبة للكاتب، فإنه مقابل الحالات الأكثر ضجيجا، نجد الفن المطلق، الأكثر طموحا والأكثر تنويرا: فن الأنغام الغير المسموعة، كما يمكننا أن نضيف مع الفنانة الايرانية ليلى بازوكي فن الأنغام الغير المرئية.
تنتمي أعمال L'Origine du Monde وRevolt in Cairo لمشروع أكبر للفنانة، (The Collection of Modern Art (2011. وفيه تساءل ليلى بازوكي المصطلحات الخاصة بحقوق المؤلف، بالسوق وبتاريخ الفن، بالمرجعية وبالاقتباس. وفي العملين الذين تقدمهما مجموعة ناضور، تشير الفنانة مباشرة إلى اللوحات La Révolte du Caire وle 21 octobre 1798 لـأن لوي جيرودي دي روسي تريوسن (1810) وL'Origine du Monde لقستاف كوربي (1866). وانطلاقا من إعادة إنتاج لهذه اللوحات الشهيرة، فإن طلبية غير عادية تم تقديمها من طرف ليلى بازوكي لفنانين ناسخين من دافن، وهي قرية صينية معروفة بإبداعها في إعادة إعطاء معنى للصور التي هي تحت أنظارهم. ومن ناسخين يتحولون إلى مؤولين. وقد تم إعادة كتابة وطبع تعليقاتهم و قدمت في شكل مؤطّر. وكل من ساهم في هذا الانجاز الفني مذكور اسميا. ومع هذه النصوص، فإن مساحات سوداء تتناسب مع نموذج الأعمال الأصلية معلقة على الحيطان.
وتعيد أعمال الفنانين الكبار، الغائبة والحاضرة في نفس الوقت من خلال الوصفات و قوة الخيال (أو الذاكرة)، مسار العولمة الفنية. وفي هذه الحركة الجغرافية والسيميائية، تؤكد ليلى بازوكي على قوة التأويل الخاص بكل خطاب يتعلق بالأعمال الفنية.
تابعونا على: