mounir fatmi
Save Manhattan 03

شيكاغو، كوالا لمبور، دبي... وفي العالم كله تتشكل مدن حول نظرة حداثية مدفوعة إلى أقصى حد جاعلة من ناطحات السحاب أكثر فأكثر استحقاقا للنظر في المشهد الحضري. يؤكد الخط الأفقي الاصطناعي الخاص بالتكتلات السكانية المعاصرة على شهرة هذه المدن ومميزاتها. والهندسة التي شكلت على هذا المنوال تتماثل مع عرض للقوة وتمثل للسلطة.

يستعمل منير فاطمي تأصل اللاوعي جماعي لأشهر هذه البنورامات الحضرية. Save Manhattan 03  يعمل على مبدأ التجلي : رُسم الخط الأفقي لنيويورك قبل 11 سبتمبر 2001 بظل محمول، يظهر على الحائط بفضل التكوين المكاني لـتسعين من مكبرات الصوت من أحجام وأشكال مختلفة. إنها تنشر في فضاء المعرض حيوية صوتية مدنية وتضيف إلى المنظر الأدنى نشاطا كبيرا. وفي هذا التركيب الضوضائي، نتصور انطلاقات طيرانية، نقلا إذاعيا،صفارات إنذار، وزمارات السيارات، تنطلق من أصوات حقيقية ولكنها أيضا مقتبسة من أفلام المغامرة. وذاكرة المشاهد لا يمكنها إلا أن تستدعي الانتباه. هذا التركيب المشحن دراميا يتردد بغرابة بين الخيال والحقيقة مثيرا للإحساس المعاش من طرف ملايين الأشخاص يوم وقعت كارثة نيويورك.

وكما يتحدث عضو موهوم عاجز مدرك لحضور جسمه المنقوص، يشكل منير فاطمي من خلال هذا التركيب صورة وهمية لمانهاتن. لا يظهر هيكل البرجين التوأمين إلا من أجل يذكر بشكل أفضل بالغياب، وذلك بشكل مضايق وحيني. وهكذا فإن التجهيز يرُصّ على نفس الأفق نظرة بطولية ورمزية للحداثة وذكرى تحطيمها. لا يمكن إذن للإحساس بالحاجة القصوى للرموز البادية للعيان إلا أن يثير فينا الدهشة.          

ماريون غيلمو