Hayv Kahraman
Culmination

تجد مسألة النسوية كما تُعاش في الشرق الأوسط مكانتها في صلب أعمال هافي كهرمان. انطلاقا من المعاش المرتبط بالقهر المسيطر المميز لوضعية المرأة المتعلق بحرب العراق والذي يميز طفولة الفنانة، فإن عملها يدعونا إلى الالتقاء بعالم حميمي وتلقائي ما يزال يشهد على حالة الخضوع.

تُعطي لوحة هافي كهرمان للنساء ملامح أنيقة وجميلة حتى وهن في مشاهد الحياة البيتية واليومية. يذكرنا التعبير الحزين لعيونهن الكبار ووضعية رؤوسهن الهشة والممتدة بمثال البجعة. وتستعمل الفنانة تقنية الرسم على الزيت بألوان محدودة وعلى مساحة سطحية. ومن خلال استعمالها لسند اللوحة كعنصر كامل في العمل الفني، فإن الخشب يجعل هذه الوجوه الرقيقة تظهر في نفس مستوى المساحة المصقولة. ويستدعي تكرار استعمال الزخرفة المزينة من خلال لعبة ذكية لتعارض الألوان بين اللباس وخلفية اللوحة التي ينفصل منها، النسيج المطرز ويقوي بذلك النقش ذي البعدين للمواضيع الموجودة على المساحة المسطحة. يمثل هذا العمل ذي البعدين بالنسبة لهافي كهرمان ثنائية الفرح والاحتضار والحلم والكابوس؛ وهي ثنائية تُعَبر في حركات شخصيات Culmination من خلال ممارسة نوع من الضغط على الجسد وعلى الشعر من أجل إعطاء صورة مهذبة...

بين الطاعة والخضوع، تتسائل الفنانة حول وضعية المرأة الشرقية مصرحة : "عندما يستمر القهر جيلا بعد جيلا، فإن كل مراجعة لهذا الواقع تزول شيئا فشيئا. لا يتوقف اهتمامي على النساء اللواتي اخترن طوعا نموذج الحياة البيتية، وإنما على تلك اللواتي أجبرن على هذا النوع من العبودية وخضعن لها".

فرانا فينا