Taysir Batniji
Transit

Transit

فيديو، 6'32'' 2004

 

يعد التصوير السينمائي أو الفوتوغرافي في أماكن العبور بين مصر وغزة ممنوع. ويبرز مونتاج هذا الفيديو نقص الصور الناتج من الحالة المشير إليها من قبل. : تظهر صور ملتقطة على عجل، مرقمة بطريقة غير منظمة بفضاءات فارغة (سوداء)على شكل ديابوراما، ويعتبر في هدا السياق صوت جهاز عرض الشرائح البعد الصوتي الوحيد. وفي الخاتمة، هناك وحدة تصويرية واحدة متحركة (ببطء). يعكس Transit الذي أنجز في سبتمبر 2004 ظروف حركية الفلسطينيين الصعبة، بل المستحيلة اليوم.

منذ بضع سنوات، وخاصة بعد انطلاق الانتفاضة الثانية في 2001، تعد رفح السبيل الوحيد للدخول والخروج من القطاع بالنسبة لسكان غزة. وبمجرد وصولهم مطار القاهرة يتم عزل الرجال الذين يسافرون وحدهم. ولاعتبارهم ممنوعين من التنقل بحرية في مصر عن باقي المسافرين ووضعهم تحت الرقابة في أماكن تحت الأرض من المطار وذلك إلى غاية الصباح، حيث موعد ذهاب حافلة تحت الحراسة إلى " الحدود" الفلسطينية بمراقبة مصرية-إسرائيلية. وبعد حوالي ست ساعات تقريبا، يلتحق الفلسطينيون بالرجال والنساء (بمختلف الأعمار) والأطفال الذين هم في الانتظار في رفح. ولكون عدد الأفراد المسموح لهم بالدخول يوميا يتم تحديده بتعسف من طرف القوات الإسرائيلية، فإن المسافرين يتكدسون على الجانب المصري من الحدود. و من هنا يبدأ الانتظار الذي يمكن أن يدوم من يوم إلى بضع أسابيع أحيانا... الظروف في هذا الميناء الأرضي صعبة وخاصة في فصل الصيف (الحرارة، التعب، الإهانة، شروط النظافة سيئة، الخ.).

يندرج Transit ضمن تفكير أقوم به منذ 1997 حول مصطلحات الانتقال والسفر، الطوعي أو الجبري. أني أهتم بشكل خاص بوضعية البين بين، ما بين الهوية، ما بين الثقافي...

يوافق فيديو Transit بشكل ما إلى عمل إعلام مضاد على الحدود المصرية-الإسرائيلية-الفلسطينية، رفح، وهي لا تظهر إلا قليلا في الإعلام على المستوى العالمي، وتبرز على واجهة الأحداث على المستوى المحلي. ولكوني مصور فيديو غير مرخص ومسافر بين المسافرين، فإني أتميز عن المصور الصحفي أو عن المحقق المصور الذي يعمل من أجل سلطة أو ايديولوجية. يعارض عمل تركيب الصور الثابتة المؤطرة بنوع من الارتباك والتي تتلاحق ببطء حيث لاشيء يحدث إلا انتظار المسافرين الحدث "الاستعراضي" والذي غالبا ما يلاحقه مبعوثي وسائل الإعلام. ومع ذلك، فأنا أسعى من الداخل أن أوثق حدثا يرتبط بالفلسطينيين (وبآخرين) يسعون يوميا إلى عبور حدود أصبحت صعبة المرور نتيجة قوة الرقابة العسكرية.

تيسير باتنجي، 2005
تمت صياغة النص من طرف صوفي جولمس.
          

ولكون عدد الأفراد المسموح لهم بالدخول يوميا يتم تحديده بتعسف من طرف القوات الإسرائيلية، فإن المسافرين يتكدسون على الجانب المصري من الحدود. و من هنا يبدأ الانتظار الذي يمكن أن يدوم من يوم إلى بضع أسابيع أحيانا...