...أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر...
مثل قصيدة محمود درويش التي كتبت في ديسمبر1987 بعد أشهر قليلة من بداية "حرب الحجارة" وكإعادة للمواجهة بين داود وطالوت، فإن عمل ندا سينوكورت يركز على اللاتوازن في علاقات القوى بين الجيش الإسرائيلي والشعب الفلسطيني.
تَمّ وضع ما يقارب 200 حصا بشكل خطي على حافة جدار مكان العرض جمعها الفنان من أماكن متعددة أجزاؤها العلوية مغطاة بالمطاط الأصفر أو الأسود، وهي عبارة عن غشاء رقيق يتم غسله قبل كل عرض. تذكرنا العناية التي يلقاها هذا التحضير بتكفين وتغسيل الميت في طقوس الدفن لدى المسلمين وكذلك بدقة حركة صناعة الرصاصات الحديدية المغطاة بالمطاط. يتم استخدام هذه الذخائر المسماة "ذخائر ذات منخفضة " في إطار الصراعات المختلفة بين الجيش والمدنيين إلا أن القول بعدم ضرورتها أنر مُفنّد بشكل كبير. يطرح هذا العمل عرضا ساخرا، فهل يكفي أن تكون الحجارة المنتثرة على الأرض الفلسطينية والمستخدمة كقاذفات أن تكون هي كذلك مغطاة بالصمغ حتى يصبح عنف الصراع مقبولا ؟
ينطلق تركيب سينيكورت ببساطة من اختياره للمواد غير الفخمة من تركيز معاني متعددة وأحيانا متناقضة. إن عملية نقل المواد الطبيعية والطابع الحرفي لعملية تغييرها يذكرنا بممارسات أو تقنيات فناني Land art ويمكن هنا التفكير في ريشارد لونق أو في l’arte povera الذين كانوا يقترحون إعادة إدراج طابع أساسي وضد-ايقونوغرافي في مجال النحت. ولكن كل وحدة من Rubber-Coated Rocks هي في حد ذاتها هجينة وأصبحت اصطناعية مع إضافة المطاط، ومن جهة أخرى فإن طريقة ترتيبها يوحي بصورة مألوفة، وهي عبارة عن صف انتظار في مركز مراقبة أو خط متضامنين مع بعضهم البعض. توحي هذه الأجسام البعيدة والمجهولة بالرغبة في تقمصها.
ايرن بيركل
تابعونا على: