تحتوي سلسلة Miradors على 26 صورة تجتمع فيها مقاييس شكلية، وهي عبارة على صور تظهر مراكز مراقبة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية. أنجزت هذه الصور التي تعبر عن عناصر لنمطية مزعجة من طرف مصور فلسطيني بطلب من الفنان بتنجي الذي لا يمكنه أن يدخل إلى الضفة الغربية.
تحيل هذه الصور إلى الوضع العسكري والجيوسياسي لاحتلال الأراضي الفلسطينية. هذه الصور التي هي في أول الأمر وثائقية وشهاداتية تنتمي في نفس الوقت مع ذلك إلى حقل آخر وهو تاريخ الفن.
يمثل هذا الإنجاز إعادة وفية للغاية تبلغ درجة الوهم للأعمال التصويرية لبرند وهيلا بيشر. ابتداء من سنوات الخمسينات، قام هذان الفنان الألمانيين بتوثيق بقايا الهندسة الصناعية في ألمانيا ودول أخرى. طريقتهما لالتقاط الصور تقتضي عزل ما يراد تصويره عن محيطه، وبذلك يتم فصله عن مجال استعماله ليصبح نموذجا مرسوما ومنحوتا.
من خلال عمل المحاكاة بأسلوب بيشر يُدمج بتنيجي حكايتين لفن التصوير هما أيضا حكايتين للنظر. يستبدل التمثلات الصحفية للواقع الفلسطيني، التي عادة ما تقوم في الغالب أساسا على الحدث الآني والمثير، بصور غامضة قائمة على تاريخ الفن، ويستبدل عوضا عن مواضيع وتقنيات بيشر تلك التي يستعملها المحقق وحتى المصور الحربي التي تنفي كل محاولة للجمالية. و أخيرا، إذا كانت المقاربة العلمية لبيشر تفتح المجال للموروثية، فإن بتنيجي يدعو إلى أن تبقى هذه البنايات العديدة في كنف الماضي.
من حياد ظاهر إلى اشتراك ذاتي للفنان، يتعلق الأمر هنا بـ "وجهة نظر" (التي هي اشتقاق لكلمة mirador).
ايرن بركل
تابعونا على: