بعد أن اشتغلت رولا حلواني كصحفية في أكبر وكالات الأنباء العالمية، تحولت لتعبر اليوم ليس عن "الحدث" ولكن عن اليومي، وذلك من خلال التصوير التشكيلي. وقد أصبحت نقطة التفتيش، التي تعد حجر الزاوية في سياسة الاحتلال الإسرائيلي أمرا لا يمكن تجاوزه في التجربة الفلسطينية. ونقطة التفتيش الواقعة في قلندية التي تم وضعها في صيف2001 والتي أنجزت فيها رولا حلواني صورها هي نقطة مرور مهمة جدا بين القدس ورام الله. وقد تم تطويرها وتحصينها وإدماجها في الجدار الفاصل في شتاء 2005.
تعزل المشاهد المتقاربة جدا علاقة الاتصال بين الجنود والراغبين في العبور. إنها تعبر عن صفقة غير متعادلة طبعا، يقف بموجبها النظام والسلطة في مواجهة الانثلام وعدم اليقين. ومن كل جهة، تشهد الخرسانة التي تذكر من خلال التقاط الصور بحائط أو هيكل، حيث نحضر شبه مُتلصّصين لتمثيل الوثائق وللتفتيش الدخيل للبضائع والأشياء والأجسام. ويشير الطابع الآلي لالتقاء المشاهد بابتذال هذه التجربة الجماعية، "واقع ثقافي"، روتيني ومُطقّس.
يسمح التشديد على الأيدي، نهايات جد مُعبّرة، رغم تكرار البروتوكول وإخفاء أسماء المشاركين، بجعل الإنسانية تشعر بالمواقف وإدراك فردانية ردود الأفعال بعنف غير متميز لأن هذه الإشارات المقبولة أو في طريق الدعم، التي تغطي وتكشف، تحكي عن هذه المحركات الرئيسية لكل نظام استعماري : التبعية، عدم امتلاك الوقت والفضاء واجتياح الألفة.
ايرن بركل
تابعونا على: